استقالة رئيس منظمة “إغاثة غزة” المدعومة أمريكيا بسبب مخاوفه بشأن استقلاليتها وحيادها

قدم رئيس البرنامج الجديد لمساعدة غ-زة، والذي تدعمه الولايات المتحدة وإسرائيل، استقالته بعد أسابيع من الجدل، متحدثا عن مخاوفه بشأن حيادها، وحث إسرائيل على السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر.

وكان من المفترض أن تدير مؤسسة غ-زة الإنسانية (GHF) آلية جديدة محكمة الرقابة لإيصال المساعدات إلى غ-زة، إلا أنها تعرضت لانتقادات من الأمم المتحدة وجهات أخرى، والذين حذروا من أنها تخاطر بمزيد من نزوح الفلسطينيين وتعريض المدنيين للخطر.

واستقال جيك وود، وهو عسكري أمريكي مخضرم، بعد أسابيع قليلة من توليه منصب المدير التنفيذي لمؤسسة غ-زة الإنسانية، التي أطلقتها الولايات المتحدة بشكل علني في أوائل مايو/أيار الجاري.

وقال وود في بيان: “أنا فخور بالعمل الذي أشرفت عليه، بما في ذلك وضع خطة عملية لإطعام الجائعين، تعالج المخاوف الأمنية المتعلقة بتحويل مسار المساعدات، وتكمل عمل المنظمات غير الحكومية الموجودة منذ فترة طويلة في غ-زة”.

وأضاف: “ومع ذلك، من الواضح أنه لا يمكن تنفيذ هذه الخطة مع الالتزام الصارم بالمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية، والتي لن أتخلى عنها”.

ووافقت إسرائيل والولايات المتحدة على خطة مؤسسة غ-زة الإنسانية لتوصيل المساعدات، والتي تقول كلتا الدولتين إنهما تصران على منع حماس من “سرقة” المساعدات.

ومن المفترض أن تبدأ مؤسسة غ-زة الإنسانية تشغيل 3 مواقع توزيع قبل نهاية مايو، وهي جميعا موجودة في جنوب ووسط غ-زة، لكنها تعرضت لانتقادات شديدة من كبار المسؤولين الإنسانيين، حيث رفضت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى العمل مع المنظمة الجديدة.

وحذرت الأمم المتحدة من أن وجود تلك المواقع الأولية في جنوب ووسط غ-زة فقط قد يعتبر على أنه يشجع هدف إسرائيل المعلن المتمثل في إجبار “جميع سكان غ-زة” على مغادرة شمال غ-زة، حسبما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس في وقت سابق من هذا الشهر.

وحرصت كل من الولايات المتحدة ومؤسسة غ-زة الإنسانية على التأكيد أنها ليست مبادرة إسرائيلية- رغم دعم إسرائيل لها، ودورها في تحديد مواقع التوزيع وتأمينها.

وفي تصريحاته في وقت سابق من مايو الجاري، حث وود الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى على إعادة النظر في معارضتهم، وأقر بأن الخطة “ليست مثالية”، لكنها ستسمح بوصول المساعدات الأساسية والإمدادات الغذائية إلى سكان غ-زة الذين هم في أشد الحاجة إليها.

وأضاف في ذلك الوقت أنه “بشكل قاطع… لن يكون جزءاً من أي شيء يؤدي إلى تهجير أو تشريد السكان الفلسطينيين قسرا”.

وفي بيان استقالته، الأحد، قال إنه سعى إلى إقامة المؤسسة “ككيان إنساني مستقل بالفعل” خلال فترة عمله كمدير تنفيذي لها.

وأضاف وود أنه “يشعر بالفزع والحزن إزاء أزمة الجوع في غ-زة”، وإنه “مضطر لبذل كل ما في وسعه للمساعدة في تخفيف المعاناة”.

وقال وود: “أحث إسرائيل على توسيع تقديم المساعدات إلى غ-زة بشكل كبير من خلال جميع الآليات، وأحث جميع الجهات المعنية على مواصلة استكشاف أساليب جديدة ومبتكرة لإيصال المساعدات، دون تأخير أو تمييز”.

شاهد أيضاً

الكرملين: روسيا ستقرر “كيف ومتى” سترد على هجوم أوكرانيا.. وبوتين أبلغ ترامب بذلك

  قال الكرملين، الخميس، إن روسيا ستقرر “كيف ومتى” سترد على هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *